. . . . حـديـث الـقـمـر . . . .

--------------------------------------------------------------------------------


أمام شرفتي أطالع القمر
رسمت على وجهه صورة أمي
لم أتمالك تلك الدموع
سقطت على خدي
تذكرتها ، لم تكن غائبة أبداُ

تلك الدموع تحرقني
لأنها لأمي لها فقط
لمن ملكت قلبي وفؤادي
في عمري القصير برؤيتها

سمعت صوتاُ خافتاً ينادي
مابكِ ياصغيرتي ..!؟
توهمته للحظة لكنه كرر السؤال ..!
مابكِ ياصغيرتي ..!؟
رفعت رأسي لكي أنظر
وجدته مبتسماً بإشراقته
يقول لي مع بسمته الجميلة
لمَ الدموع بعينيك ..!؟

بكيت أكثر من قبل
أزحت بصرختي كل سكون الليل
كل هدوء كان يخيم على المكان
قلت له بكل شوووووق
أمـــــــــــــــــي
أشتاق لها ولحضنها
لبسماتها وضحكاتها
أين هي ...!؟
أريدها أن تلاعبني
أريدأن أراها فقط بعيني
مللت النظر الى صورة صامتة
أحتاجها أحتاج أن أبكي لها
أن أحكي أشجاني وآلآمي وصرخاتي

حتى العيون أصبحت تبخل بدمعاتها
أم ياترى لم يبقى دموع ..!؟
أصبحت أبكي دماً
دموع من دم
تحكي مأساتي المريرة
تلك الحكاية التي بدأت بالحب
وكنت ضحيتها
ضحية حب
ماذنبي ...!؟
طفلة وجدت بلا ذنب اقترفته ..!؟
كرهوني فقط لأني أبنتها..!؟

طال بكائي لم أستطع النطق بعدها
قتلت نفسي دمعاً ودماً
أصبحت الدمعة صديقتي
أو أنها سجانتي
فأصبحت أنا سجينة الدمعة

نظرت إليه بتلك الدموع
تمنيت منه جواباً
قبل أن يأتي الصباح فيغيب معه..!
لكنه كعادته تدمع عيناه على جراحي
وكأنه يواسيني بتلك الإبتسامة
ويقول لي من ورائها

ليس ذنبك أنك طفلتها
ليس ذنبك أنك (إسمي الحقيقي )
ذنبك أنك وجدتي بالحياة
وهكذا الحياة
كريهة الى حد الجنون
حتى لو وجدنا الجمال فيها
نجد من يهلك بالدموع
وأنتي حكم عليك القدر
أن تكوني تلك الدموع
لاأدري ...!!
هل هي خلقت منك .؟
أم أنك خلقتي من الدموع

رحل بعيداً من حيث أتى
مثل رحيلها فجأة وتركني
كي أعيش حائرة وسط أشجاني
تلك هي الحياة
عشتها بكل آهاتها

السبب أنها أمي...!
وأني أنا إبنتها ...!
والبقية لاأحد في الوجود



دموع من دم

_________________