ضربة البداية صعبة.. لكن الله سلم
المنتخب أفلت من الظروف المعاكسة وحقق فوزا عزيزا علي الكونغو
الوجوه الجديدة .. تألق زكي .. النقاط الثلاث.. أبرز المكاسب
تحقيق: شوقي حامد
حظي منتخب مصر الاول لكرة القدم بدعوات وابتهالات جماهير الشارع الرياضي المصري ليمنحه الله التوفيق في ضربة البداية مع منتب الكونغو.. كانت الجماهير بعمق حسها وصدق مشاعرها تعلم ان المهمة والغاية المنشودة تحتاج لمزيد من الجهد والطاقة.. وصدق حسها وتحقق ظنها في الشوط الاول من المباراة الذي انتهي بتقدم الضيوف بهدف صاروخي قبيل النهاية بدقيقتين لكن مع تعاظم إحساس اللاعبين بالمسئولية والتغييرات الموافقة سواء في التشكيل أو في اسلوب الاداء وتكثيف الدعوات جاءت الانفراجة وتحقق الهدف وتم احراز الفوز.. وفي هذه السياحة الفنية علي بعض الخبراء كان لنا هذه الوقفة.
صعوبة متوقعة
يقول كابتن د. طه اسماعيل الخبير بالاتحادين الدولي والافريقي. توقعنا ان يكون هذا اللقاء صعبا وان تواجه ضربة البداية مشكلات ومعوقات كثيرة.. ولم يكن توقعنا اعتباطا وانما جاء لظروف فنية وادارية عديدة.. مثلا واجه الجهاز الفني مشكلة كبري في الغيابات الكثيرة امثال محمد أبوتريكة ومحمد شوقي ومحمد زيدان واحمد فتحي وغيرهم فضلا عن الموعد الذي واكب المباراة ونهاية موسم مرهق صادف فيه اللاعبون مشوارا طويلا وبذلوا جهدا كبيرا.. ولعل هذا مشكلة معظم دول شمال افريقيا فواجهت الجزائر هزيمة خارج ملعبها من السنغال.. وتونس خسرت علي ملعبها وبين جماهيرها من وبوركينا فاسو.. وكان من الجائز ان يصادفنا نفس النتائج غير المرضية لاننا نواجه نفس الظروف التي قد تستمر معنا طوال الشهر الحالي.. والذي سنلعب فيه ثلاث مباريات اخري اخفهم واضعفهم مع جيبوتي يوم الجمعة.
نستطيع ان نقول ان المنتخب والجهاز الفني قد حققا الغاية والهدف من المباراة وهو المكسب حتي مع الاعتراف انه تأخر كثيرا وجاء عزيزا وبشق الانفس.. ولعل تحويل الهزيمة التي انتهي بها الشوط الاول الي فوز مستحق جاء في منتصف الشوط الثاني اعاد الاطمئنان والبسمة للجماهير التي عانت لاكثر من 65 دقيقة رهيبة.. ولعل الهدف الاول جاء من تمريرة ثلاثية تناقلها ثلاثة من خيرة اللاعبين الموهوبين في المنتخب وهم بالمناسبة يمثلون الصفوة بين التشكيل الحالي هم حسني عبدربه وهاني سعيد وعمرو زكي والذي اطلق صاروخا بديعا من الوضع طائرا.. الشوط الاول كان الاداء متواضعا.. والايجابية مفقودة بالرغم من الفرص التي لاحت للمهاجمين.. متعب وزكي وكان يمكن بشيء من التوفيق والحظ ان تهتز الشباك من احداها.. ولا شك ان التغييرات التي ادخلها حسن شحاتة علي التشكيل بالدفع بكل من شيكابالا واحمد عيد وعبدالعزيز توفيق كان لها تأثيرات ايجابية عديدة خاصة انها اعادت احمد حسن للدفاع تاركا وسط الملعب وهو افضل مكان ينتج فيه لابد وجوده في وسط الملعب يقلل من السرعة ويزيد من تعطيل اللعب ويمنح الفرصة للمنافسين للانتشار والتوازن الدفاعي.. واذا كنا قد أدركنا صعوبة المباراة للظروف التي واكبت موعد اقامتها فانا لابد ان يعذر الجهاز الفني الذي لم يكن بمقدوره احداث توافقا اكثر من هذا كما كان شجاعا في الدفع ببعض العناصر الجديدة لاول مرة مثل عبدالعزيز توفيق وبنسبة اقل احمد عيد وشيكابالا.. كما لا ننسي ان نؤكد علي الخروج ببعض المكاسب والتي جاء علي قمتها اقتناص ثلاث نقاط غالية والافلات من حمي ضربة البداية التي اثرت في الاقران.
الخروج من عنق الزجاجة
ويقول كابتن ابوجريشة كابتن مصر والاسماعيلي السابق نحمد الله علي اننا خرجنا بدون خسائر من عنق الزجاجة التي واجهناها بعد مرورنا بظروف غاية في الصعوبة.. كان لزاما علي الجهاز الفني ان يجهز العديد من البدلاء لاحتلال الاماكن الشاغرة في مراكز كبيرة بالمنتخب لاسباب مختلفة منها الاصابة وغير ذلك وقد نجح حسن شحاتة كثيرا في مهمته وبلوغ غايته وتحقيق الهدف هو الفوز بالمباراة.. صحيح الفوز خرج من رحم المعاناة والهزيمة لاكثر من شوط ونصف لكن المهم ان النهاية جاءت سعيدة وان الرصيد ارتفع لثلاث نقاط من الممكن ان يكونوا اساسا يصلح لتنميته وزيارته خاصة وان المباراة القادمة مع جيبوتي سهلة ويمكن ان يصبح الرصيد بعدها ست نقاط.. عن المباراة فقد جاء شوطها الاول ضعيفا في الاداء حتي مع الاعتراف بأن بعض الفرص لاحت للمهاجمين غير انها لم تستغل.. ووضح من اداء المنتخب افتقاده للاعب محوري يقود الهجمات ويصنع التمريرات المتقنة لزملائه وكان ضروريا تغيير حسام غالي الذي لم ينسجم مع بقية اللاعبين وبنزول شيكابالا تحسنت الاحوال وتغيرت المسارات ونجح المنتخب في احراز هدف التعادل ثم تفوق بهدف ثان جاء من جرأة محمودة لعبدالعزيز توفيق وجسارة مشابهة لاحمد عيد.
ساعدنا نوفو بتغييراته غير الموفقة علي مضاعفة خطورتنا بانضمام بعض المدافعين امثال هاني سعيد لتكثيف الهجمات وجاء من هذه الكثافة هدف التعادل ثم هدف الفوز الرائع.. ولعل اهم مكاسب المنتخب باالاضافة الي النقاط الثلاث الثمينة هو استحقاق بعض اللاعبين الجدد لاحتلال اماكن ثابتة بالمنتخب امثال المحمدي وتوفيق واحمد سمير فرج واحمد عيد عبدالملك ولقد ساعد هؤلاء علي تنفيذ حسن شحاتة لمهمته في التقليل من مستوي اعمار اللاعبين وزيادة النشاط والحيوية في خطوط الفريق اما عن نجم المباراة فلاشك في انه كان هاني سعيد الذي اثري الشوطين بالحركة الدائية والخطورة واسهم بقدر كبير في هز الشباك المنافسة وصنع تمريرة الفوز لعمرو زكي