في: المجلد الأول.
الكتاب الثاني من حرف الهمزة في الأذكار من قسم الأقوال وفيه ثمانية أبواب.
الباب الأول في الذكر وفضيلته.
وجدت الكلمات في الحديث رقم:
1753 - أكثروا ذكر الله تعالى حتى يقولوا مجنون.
(حم ع حب ك هب عن أبي سعيد).
مجمع الزوائد. للحافظ الهيثمي
في: المجلد العاشر.
38. كتاب الأذكار.
1. باب فضل ذكر الله تعالى والإكثار منه.
وجدت الكلمات في الحديث رقم:
16761- وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أكثروا ذكر الله حتى يقولوا: مجنون".
رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه إدراج وقد ضعفه جماعة،
وضعفه غير واحد، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد ثقات.
مسند الإمام أحمد. للإمام أحمد ابن حنبل
في: المجلد الثالث.
مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا سريج حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحرث
أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري:
-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أصدق الرؤيا بالأسحار
وبهذا الإسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا عليه بالإيمان
قال الله عز وجل إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر
وبهذا الإسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
يقول الرب عز وجل يوم القيامة سيعلم أهل الجمع من أهل الكرم
فقيل ومن أهل الكرم يا رسول الله قال مجالس الذكر في المساجد
وبهذا الإسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون.
في: المجلد الثالث.
مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة
حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد:
-عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون.
العهود المحمدية. للإمام الشعراني
في: قسم المأمورات.
روى الشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم مرفوعا:
يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني،
فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني
في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم.
وفي رواية للطبراني بإسناد حسن مرفوعا قال الله عز وجل ذكره:
لا يذكرني عبد في نفسه إلا ذكرته في ملأ من ملائكتي،
ولا يذكرني في ملأ إلا ذكرته في الرفيق الأعلى.
وفي رواية لابن ماجه وابن حبان في صحيحه مرفوعا: إن الله عز وجل قال:
أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه.
قلت: وفي هذا الحديث إطلاق أن أسماء الله تعالى ليست عينه لقوله فيه:
وتحركت بي شفتاه وما تحركت الشفتان إلا بالاسم فافهم. والله أعلم:
وروى الترمذي وابن حبان في صحيحه وابن ماجه والحاكم
وقال صحيح الإسناد أن رجلا قال:
يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي،
فأخبرني بشيء أتشبث به قال:
لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله.
ومعنى أتشبث أتعلق.
وروى ابن أبي الدنيا والطبراني والبزار عن معاذ بن جبل قال:
آخر كلام فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قلت:
أي الأعمال أحب إلى الله تعالى قال: أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله تعالى.
وروى الشيخان مرفوعا: مثل الذي يذكر ربه
والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت.
ولفظ مسلم: مثل البيت الذي يذكر الله فيه.
وروى الإمام أحمد وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والحاكم
وقال صحيح الإسناد مرفوعا: أكثروا من ذكر الله حتى يقولوا مجنون.
وروى الطبراني والبيهقي مرسلا:
<<اذكروا الله ذكرا يقول المنافقون إنكم مراءُون>>.
قلت: وإنما سمى صلى الله عليه وسلم من ينسب الذاكرين إلى الرياء منافقا،
لأنه لا ينسبهم إلى الرياء إلا وقد تحقق هو به، فعرفه صلى الله عليه وسلم حاله،
وأنه لو لم يكن عنده رياء لحملهم على الإخلاص نظير ما عنده ومن هنا
قالوا: لا يصح من الشيطان أن يسلم أبدا لأنه لو أسلم لم يتصور
في باطنه كفر يوسوس به الناس، فكان بباطنه الكفر من العالم،
لأنه لا واسطة لأحد في الكفر إلا إبليس فافهم. والله أعلم.
وروى ابن أبي الدنيا مرفوعا: ما من يوم وليلة إلا ولله عز وجل فيه صدقة
يمن بها على من يشاء من عباده وما منَّ الله على عبده بأفضل من أن يلهمه ذكره.
وروى الإمام أحمد والطبراني: أن رجلا قال يا رسول الله أي المجاهدين
أفضل وأعظم أجرا؟ قال: أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا،
قال فأي الصائمين أعظم أجرا؟ قال أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا،
ثم ذكر الصلاة والزكاة والحج والصدقة كل ذلك
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا ؛
فقال أبو بكر لعمر:
يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجل.
وروى الطبراني والبيهقي بإسناد جيد مرفوعا: ليس يتحسر أهل الجنة
إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله تبارك وتعالى فيها.
قلت: وقوع التحسر في الجنة إنما يكون لهم أول دخولهم
حين يرون مقام من فوقهم. والله أعلم.
وروى الطبراني مرفوعا: من لم يكثر ذكر الله فقد برئ من الإيمان.
قال الحافظ المنذري حديث غريب.
وروى البخاري ومسلم واللفظ للبخاري مرفوعا: إن لله ملائكة يطوفون
في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تبارك وتعالى
تبادروا وقالوا هلموا إلى حاجتكم فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء
فذكر الحديث إلى أن قال: قال الله تعالى: أشهدكم أني قد غفرت لهم.
قال: يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة
قال هم القوم لا يشقى جليسهم.
وروى الإمام أحمد وأبو يعلى والبيهقي وغيرهم مرفوعا:
<<يقول الله عز وجل يوم القيامة: سيعلم أهل الجمع من أهل الكرم،
فقيل ومن أهل الكرم يا رسول الله؟ قال: أهل مجالس الذكر.
وروى الإمام أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح إلا واحدا مرفوعا:
ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله عز وجل لا يريدون بذلك إلا وجهه
إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفوراً لكم قد بُدِّلت سيئاتكم حسنات.
وروى الطبراني بإسناد حسن مرفوعا: ليبعثن الله تعالى أقواما يوم القيامة
في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء،
قال فجثى أعرابي على ركبتيه فقال يا رسول الله صفهم لنا نعرفهم؟
فقال: هم المتحابون في الله من قبائل شتى وبلاد شتى
يجتمعون على ذكر الله.
وروى الترمذي وقال حديث حسن مرفوعا: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا،
قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله؟ قال حِلَقُ الذكرِ.
قلت ولا يخفى أن محل أفضلية الذكر على غيره ما إذا تعلم العلم
وعرف أمور دينه كلها إذ الذاكر جليس للحق
ولا ينبغي مجالسته إلا بعد التضلع في أحكام الشريعة،
ويصير عنده علم بشروط جميع العبادات وآدابها،
وهناك يصلح لمجالسة الملك، فإن الشريعة حكمها كالدهليز لمجالسته.
ومن هنا قالوا:يجبعلى العبد أن يقدم العلم المتعلق
بأدب الملوك على مجالستهم ومنجالسهم بلا أدب فهو إلى العطب أقرب.
والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم)
أن نداوم على الإكثار من ذكر الله سرا وجهرا ولا نترك الذكر لفظا
إلا إذا حصل لنا ثمرته التي هي دوام الحضور مع الله في جميع أحوالنا،
فلا يزال الذاكر ينسى أفراد العالم شيئا بعد شيء إلى أن يحجب عن شهوده لشيء منه، ويصير لا يرى إلا الله، ثم إنه يحجب عن شهوده نفسه
كذلك بأن يرق ويدق حتى يصير كالذرة ثم يغيب فإذا تحقق بالمقام
قيل له ارجع إلى شهود أفراد العالم، وانظر ما انطوت عليه من الحقائق،
فإنها كلها دلائل على ذلك فإنك حجبت عن معرفتي بقدر ما حجبت
عن شهود العالم ثم يرجع بعد معرفة الله إلى أفراد العالم شيئا بعد شيء
إلى أن لا يغيب عنه من العالم ذرة إلا ما كان فوق دائرته فتأمل.
وكذلك ينبغي لنا أن نحث المترددين إلينا على حضور مجالس الذكر
ونحارب من سعى في إبطال مجلس ذكر ونجادله ونباحثه،
فإن ظهر الحق على يده أيدناه وقاتلنا معه، وذلك لأن غالب من يعقد
مجالس الذكر في المساجد يدخله الدخيل من حب الرياء والسمعة والشهرة،
لا سيما في مثل جامع الأزهر، فإن ذكر الله تعالى من أعظم القربات،
ومثل ذلك يعقد له إبليس في كل مرصد، حتى يحرف نيته
واحتفاف القرائن ملحق بالأدلة، ولم يزل الجدال بين طلبة العلم
وبين المتصوفة في شأن هذه المجالس، والحق أحق أن يتبع،
فلا ينبغي لعاقل أن يجهر بذكر الله في مسجد إلا إذا لم يشوش
على نائم أو مصل أو مدرس لعلم، فإن احتفت القرائن في
إخلاص الذاكرين لله تعالى نصرناهم أو بإخلاص المطالع للعلم نصرناه ؛
ويحتاج من يمشي بين هؤلاء إلى نور عظيم وسياسة عظيمة.
وقد وقع للجنيد أن الإمام أحمد بن سريج قال له:
إن رفع أصواتكم بالذكر يؤذي حلقتنا في العلم، فقال له ينبغي مراعاة
أقرب الطريقين إلى الله تعالى، فقال ابن سريج فإذا وجب مراعاة طريقتنا
لأنها أقرب إلى الله تعالى من طريقكم، فقال الجنيد وما علامة القرب؟
قال ابن سريج: أن يكون الغالب عليه شهود الحق، فقال الجنيد
هذا عليكم لا لكم، لأن الغالب عليكم إنما هو شهود أحكام دين الله لا الله،
فقال ابن سريج: نريد حالة يقع الامتحان بها،
فقال الجنيد يا فلان خذ هذا الحجر وألقه في حضرة هؤلاء الفقراء،
فألقاه فصاحوا كلهم: الله ثم قال له خذ هذا الحجر
وألقه بين هؤلاء الذين يطالعون في العلم، فألقاه فقالوا له: حرام عليك،
فقال ابن سريج الحق معك يا أبا القاسم.
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول:
من علامة ترجيح ذكر الله على قراءة العلم ثقل العلم على لسان الإنسان
وهو يطلع في الروح وخفة ذكر الله تعالى،
فإن المشرف على الانتقال من هذه الدار يجب عليه استغنام ما هو الأفضل،
فلو كان تعلم مسائل الفقه والنحو والأصول
أفضل لما ثقلت على لسان المحتضر وأهل الله تعالى لقصر أملهم
كأنهم محتضرون في كل وقت.
وأخبرني الشيخ أحمد الضرير المقيم في مدينة؟؟ الخنازير بالشرقية،
قال: جاورت عند الشيخ عمر روشني؟؟ شيخ الشيخ دمرداش بمصر، .
وكان في مدينة توريز العجم أن شخصا من علماء توريز اسمه
ملا عبد اللطيف كبير المفتين بها سعى في إبطال مجلس الذكر المتعلق
بالشيخ عمر في الجامع الكبير وقال إن المسجد إنما جُعل بالأصالة للصلاة،
وكان يحضر ذلك المجلس نحو خمسة آلاف نفس،
فقال الشيخ عمر فإذا ذكرنا بخفض الصوت تمعنا من ذلك،
قال لا فقال الشيخ عمر معاشر الفقراء اخفضوا أصواتكم في الذكر
ومن قوي عليه وارد برفع الصوت فليرده ويكتمه ما استطاع ففعلوا،
فحمل من المجلس ذلك اليوم نحو خمسمائة نفس مرضى
واحترقت أكباد نحو أربعة عشر نفسا، وخرجت من أجنابهم
فماتوا قال الشيخ أحمد فحسست بيدي على أكبادهم
فوجدتها مشوية محروقة تفتتت كالكبد المشوي على الجمر
فأرسل الشيخ عمر إلى ملا عبد اللطيف وجماعته،
وقال: هل يقول عاقل إن مثل هؤلاء الذين ماتوا لهم تفعل في الموت
ولكن سهم الله تعالى في البعيد قال الشيخ أحمد
فتطبقت دار ملا عبد اللطيف تلك الليلة عليه وعلى أولاده وعياله
وبهائمه وغلمانه، فلم يسلم أحد منهم وماتوا أجمعين،
وكان يوما مشهودا في توريز.
فاعلم أنه ينبغي لطالب العلم أن يتلطف في العبارة للذاكرين.
ولا يقوم عليهم كقيامه على من يخرجه من الدين،
بل فعله ذلك هو الذي ينكر لأنه كالمنع من الدين
ولو استحضر عظمة الله تعالى
لما استطاع أن ينطق بكلمة في حق أحد من الذاكرين له.
فلازم يا أخي على الذكر وانصر أصحابه بالطريق الشرعي.
إكراما لله تعالى وتعظيما له، وإن احتفت قرائن الرياء
وعدم الإخلاص في الذاكرين فانصر طلبة العلم المخلصين،
ولا تكن من الذين ينصرون أحد الفريقين بحظ النفس والله يتولى هداك